ميناء نيوم يحدث ثورة في التجارة الإقليمية بخفض زمن وصول الشحنات إلى 50%

أعلن ميناء نيوم عن نجاح تجربة تشغيلية لممر تجاري إقليمي متعدد الوسائط، يربط بين مراكز تجارية رئيسية في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وجمهورية العراق. وقد أسهمت هذه التجربة، التي تمت بالتعاون مع “مجلس الشراكة اللوجستي مع القطاع الخاص”، في تقليص زمن نقل الشحنات بأكثر من 50% مقارنة بالمسارات التقليدية.

في إطار المشروع التجريبي، انطلقت أولى الشحنات من العاصمة المصرية القاهرة، مرورًا بميناء سفاجا، ثم عبر البحر الأحمر إلى ميناء نيوم، لتواصل بعدها رحلتها براً إلى مدينة أربيل العراقية، حيث قطعت مسافة تتجاوز 900 كيلومتر.

تجسد هذه المبادرة نموذجًا للتكامل الفعّال بين عدد من الجهات الحكومية والتنظيمية، بما في ذلك الهيئة العامة للنقل وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، إلى جانب شركاء من القطاع الخاص مثل ملاك السفن والمصدرين والمستوردين الرئيسيين ومجالس التصدير وشركات الخدمات اللوجستية. وقد أسفر هذا التعاون عن تحقيق مستويات عالية من الكفاءة التشغيلية في مختلف مراحل النقل والمناولة، مما ساهم في تقديم حلول لوجستية متكاملة وفعّالة، ورفع مستوى التنافسية بشكل ملحوظ.

يتيح هذا الإنجاز إمكانية خفض التكاليف وتقليص أوقات العبور بشكل كبير، مما يعزز فرص تطوير ممرات تجارية إقليمية وعالمية في المستقبل. ويعتبر هذا المشروع التجريبي خطوة محورية في تنفيذ رؤية طويلة الأمد لتعزيز دور ميناء نيوم كمركز لوجستي وبحري رئيسي في المملكة.

يستفيد ميناء نيوم من موقعه الجغرافي الاستراتيجي على البحر الأحمر، بالقرب من حدود عرعر، التي تُعد نقطة الدخول الرئيسية إلى العراق. هذا الموقع الفريد يعزز من قدرة الميناء على أن يكون بوابة إقليمية حيوية تربط بين أهم طرق التجارة العالمية، مما يسهل تدفقات تجارية سلسة بين آسيا وأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.

تأتي هذه المبادرة كخطوة مهمة نحو تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى بناء منظومة لوجستية عالمية المستوى، ترتكز على التكامل بين الموانئ والمنافذ البرية والمراكز الجمركية. كما تقدم نموذجًا قابلًا للتوسع يساهم في تطوير الربط اللوجستي داخل المملكة، ويعزز من موقعها كمركز لوجستي عالمي محوري في التجارة الإقليمية والدولية.